النهج الديمقراطي : الحزب الوحيد الذي يقاطع الانتخابات بجانب 14 مليون مغربي غير مسجلين أصلا

| النهج الديمقراطي : الحزب الوحيد الذي يقاطع الانتخابات بجانب 14 مليون مغربي غير مسجلين أصلا

النهج الديمقراطي : الحزب الوحيد الذي يقاطع الانتخابات بجانب 14 مليون مغربي غير مسجلين أصلا

بواسطة




    حوار الريف
 هناك من يحاول أن يقنع نفسه كما لو أن النهج الديمقراطي ، الحزب الوحيد الذي يقاطع الانتخابات ، مجرد نشاز في الساحة السياسية بالنظر لكون أزيد من 30 حزب يشاركون في الانتخابات المحلية والجهوية ، باستثناء النهج الذي ظل وفيا لموقفه منذ تأسيسه سنة 1996 واستمر يقاطع الانتخابات لاعتقاده ، وفق قناعته ، أن الشروط السياسية والديمقراطية غير متوفرة في انتخابات لا طائل من وراءها.
ليس هذا هو ما يهمنا في ما نريد الوصول إليه ، بل الدخول في عمليات رياضية لها نتائج سياسية لمعرفة من هو المعزول سياسيا : من يقاطع أو من يشارك ؟ سنرى بعد قليل .
فحسب آخر إحصاء لسكان المغرب يبلغ عدد المغاربة الذين سيصلون سن 18 سنة في حدود 4 شتنبر 2015 ما يفوق 28 مليون مغربي ، في حين أن المسجلين لحد الآن بما فيهم الذين تسجلوا خلال القيد الاستثنائي الممتد من 10 يوليوز إلى 21 غشت 2015 سيتجاوز قليلا 14 مليون مغربي ، وهذا يعني بعملية حسابية محضة أن ما يقرب من 50 % من المغاربة غير معنيين بهذه الانتخابات وغير مسجلين أصلا في اللوائح الانتخابية ، وإذا اعتبرنا أن الانتخابات المقبلة ، بصرف النظر عن طبيعتها سشارك فيها 50 في المائة من الأصوات المعبر عنها ، ولو أنه رقم مبالغ فيه ، فالحقيقة الرياضية ، دائما، أن نسبة المشاركة من المغاربة الذي يحق لهم التصويت في الانتخابات لم يتجاوز نسبة مشاركتهم سوى 25% فقط .
وإذا انتقلنا لتحليل هذه المعطيات الحسابية والرياضية بأفق سياسي فإننا سنصل إلى الحقائق التالية:
1.      إن الحزب الوحيد المقاطع للانتخابات يوجد في موقع مريح بجانب ثلثي المغاربة الذين يقاطعون الاستحقاق لسبب من الأسباب ، وبالتالي فهو من الناحية الكمية ليس معزولا سياسيا أوجماهيرا رغم قلة عدد مناضليه ومناضلاته ، غير أنهم يوجدون بالقرب من الجماهير الشعبية العارمة التي ترفض المشاركة في الانتخابات .
2.      كيف عجز أزيد من 30 ومعهم المخزن وأجهزته على إقناع 14 مليون مغربي للتسجيل في اللوائح الانتخابية ، علما أنهم يعلمون خطورة إجراء الانتخابات في ظل عزوف كل هذا الكم الهائل من المغاربة .
3.      كيف تواطؤ 30 حزبا أو أكثر على حقيقة ساطعة لا تقبل الجدل ، هو أنهم يخوضون الانتخابات على أساس لوائح مشكوك في صدقيتها وسلامتها ، وتوجسهم من وضع لوائح انتخابية جديدة أو اعتبار كل من يحق لهم التسجيل أن يتفضلوا للتعبير عن إرادتهم : مشاركة أو مقاطعة .
4.      تعكس العملية الحسابية أعلاه عن مدى القطيعة القائمة بين النخب السياسية المشاركة وعموم الكتلة الناخبة الحقيقية وليست الوهمية ، وبالتالي صار معه من الموضوعي اعتبار أكثر من 30 حزبا يعيشون في عزلة سياسية وجماهيرية خطيرة .
5.      وينتج عن ذلك خوف المخزن والقوى السياسية من حزب وحيد في الساحة السياسية يدعو للمقاطعة وهو حق تضمنه المواثيق الدولية ودساتير الدول الديمقراطية ولا يجرمه الدستور المغربي نفسه، من التعبير عن حقه في دعوة الشعب إلى مقاطعة الانتخابات ، خصوصا إذا كانت هذه الأحزاب تقر بأن هذا الحزب الوحيد لا يملك قدرة هائلة على التأثير في توجهات المصوتين ، فليجربوا معه هذا التحدي إن كانت لهم الشجاعة السياسية في مقارعته .
6.      إذن فمن هم المدعوين كالأيتام على مائدة اللئام لتكريس وضع سياسي وجد ليديم التسلط والاستبداد ، هل هم هؤلاء الأحزاب المشاركة على ضخامة عددهم أم النهج الديمقراطي الذي اختار أن يصطف بكل شرف بجانب الجماهير الشعبية واختار طريق أغلبية الشعب الذي لا يرى أي جدوى من هذه الانتخابات طالما أنها لا تفرز طبقة سياسية معبرة عن إرادتها الحقيقية .
لحوار الريف : رشيد أزرقان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"النهج الديمقراطي" يتحدّى السلطات ويواصل حملة مقاطعة الانتخابات

مسيرة صاخبة للنهج بإمزورن للدعوة لمقاطعة الانتخابات وتجاوب جماهيري منقطع النظير معه

انطلاق الحملة الانتخابية في ظل صراع سياسي يتميز بهلامية ملامحه